مواصفات دراسة الجدوى الاقتصادية
جدول المحتويات
النجاح له ملايين الآباء على عكس الفشل، ففي كثير من الأحيان نلاحظ فشل بعض المشاريع أو عدم استمرارها، وذلك يعود لأسباب عديدة و من ضمنها سوء التخطيط للمشروع قبل البدء به، فلضمان نجاح أي مشروع لابد من دراسة الجدوى له، إن دراسة الجدوى الاقتصادية لا تقتصر على المشاريع الكبيرة و إنما تشمل أيضا المشاريع المتوسطة و الصغيرة، في هذه المقالة سنتعرف على مواصفات دراسة الجدوى الاقتصادية و لكن قبل ذلك سنعرف الجدوى الاقتصادية.
ما هي الجدوى الاقتصادية :
تعرف الجدوى الاقتصادية : على أنها أداة علمية تحلل جميع المعلومات التي تتعلق بالمشروع المقترح، و تحدد مدى صلاحية فكرة المشروع و نجاحه، و على أساسها يقرر إمكانية التنفيذ العملي للفكرة الاستثمارية، وبالتالي تعتبر الجدوى وسيلة تقلل المخاطر و الخسائر التي من الممكن أن تهدد المشروع، و تتناول دراسة الجدوى العديد من الجوانب التي تتعلق بتحديد فعالية المشروع، حيث تدرس الجوانب الفنية و الاقتصادية و التقنية و الاجتماعية و التمويلية و المالية، فمن خلال ذلك توضح الجدوى التكاليف المتوقعة للمشروع و تشكل صورة للعوائد المالية له، فالجدوى ليست خطة عمل و إنما سلسلة دراسات تسعى لتنفيذ سليم لخطة العمل، وإن مصطلح دراسة الجدوى يستخدم من قبل مدراء الأعمال والمشاريع واللذين من الممكن أن يلجؤون لخبراء مختصين في هذا المجال ليقوموا بدراسة بحث في الجدوى الاقتصادية لمشاريعهم.
مواصفات دراسة الجدوى الاقتصادية :
وهنا سنذكر المواصفات الهامة لدراسة الجدوى الاقتصادية الجيدة :
1- تتصف الجدوى الاقتصادية الجيدة بأنها تتضمن كافة المعلومات و البيانات المتعلقة بالمشروع من كافة جوانبه الفنية و المالية و التمويلية وغيرها من الدراسات التي تتعلق بمتطلبات المشروع فبعضها تحتاج لدراسة اجتماعية مثلا، ولكن هذه الدراسات تتناول بشكل أكثر تفصيلا للجانب المالي من مصاريف و تكاليف و نسبة الأرباح و العوائد، و كي تعتبر دراسة الجدوى جيدة لا بد لها من تناول جميع جوانب المشروع لإنجاحه.
2- يجب أن تكون جميع البيانات و المعلومات التي تم جمعها لدراسة الجدوى دقيقة و صحيحة و نسبة الخطأ فيها ضئيلة جدا، فلا يمكن الاعتماد على بيانات ناقصة و غير مؤكدة لتوصل إلى دراسة جدوى اقتصادية جيدة.
3- الجدوى الاقتصادية الجيدة تدرس المشروع بمكانه الصحيح، فلا تقدم دراسة للمشروع في بلد أخر أو منطقة أخرى، مع مراعاة الفترة الزمنية التي سينفذ بها المشروع، أي أن تكون نظرة جدوى للمشروع حديثة يتراعى فها جميع المتغيرات و العوامل المؤثرة على المشروع.
4- الجدوى الجيدة يمكن لصاحب الفكرة الاستثمارية أن يأخذ بها و يعتمد على نتائجها و ملاحظاتها.
5- تتصف دراسة الجدوى الاقتصادية بالمرونة، فيجب أن تكون الدراسة منطقية بحيث تتوقع أي تغير فلا تجزم بشكل مطلق على أي موضوع ضمن المشروع، فبعض المشاريع الصغيرة منها أو الكبيرة يرتكز نجاحها على الجانب التسويقي أكثر من غيره، و بعضها تولي اهتمام لجانب التقني و غيرها، لذلك إن دراسة الجدوى الاقتصادية الجيدة تتطلب مرونة بشكل كبير.
6- بما أن الجدوى الاقتصادية تتألف من عدة خطوات عند دراستها لمشروع مقترح، فلتحقيق دراسة جدوى جيدة لابد من ترتيب هذه الخطوات و تنظيم نتائجها للمحافظة على الترابط بينها، نتائج الخطوة الأول تتعلق بالخطوة التالية و غالبا ما تكون مدخلات لها.
7- الانتباه إلى الفارق الزمني بين الانتهاء من اعداد دراسة الجدوى و تنفيذ المشروع على الواقع، فمن الأفضل تنفيذ المشروع بعد الانتهاء من الدراسة والحصول على كل الموافقات القانونية لإنشائه، لأن طولة المدة بين الدراسة و التنفيذ ستعكس أثار سلبية على المشروع و ذلك نظرا للمتغيرات الكثيرة التي تحدث في الواقع العملي.
8- مهما اختلفت الدراسات في الدول حول الجدوى الاقتصادية و مراحلها إلا أنها تنقسم إلى قسمين أساسيين، دراسة مبدئية، و دراسة تفصيلية.
9- و لضمان التوصل لدراسة جدوى جيدة لا بد من الاستعانة بفريق متخصص و على درجة علمية وعملية عالية بحيث لا يغفل عن أي جزء من هذه الدراسة .
10- دراسات الجدوى لا تنطبق فقط على مشاريع القطاع الخاص، و إنما القطاع العام بحيث يتم اعدادها قبل العمل و الشروع بتنفيذ المشروع.
11- دراسة الجدوى علم بحد ذاته فهي ليست مضيعة للوقت، فهي تعتمد على الكثير من العلوم أثناء إعدادها، كالاقتصاد و التسويق و الادارة و الاحصاء و غيرها.
الدراسات المكونة لجدوى الاقتصادية :
أولا: الدراسة التسويقية:
وتشمل هذه الدراسة دراسة السوق من حيث تقدير حجم الطلب على المنتج، ودراسة الفئة المستهدفة ، فلا بد من معرفة هذا المنتج هل يستهدف النساء أو الرجال، كبار العمر أم الشباب و غيرها من تصنيف للفئات المستهدفة، فأكثر الأخطاء المتكررة عند المستثمرين اعتقادهم أن الجميع يمثل سوقهم المستهدف.
ثانيا : الدراسة الفنية :
و هي من أهم دراسات الجدوى و ركن أساسي فيها، والتي تعتبر أيضا مدخلات للدراسات الجدوى المالية والاجتماعية و البيئية والاقتصادية، تشمل الدراسة الفنية متطلبات المشروع و تكاليفه من أدوات فنية كموقع المشروع ،ألات و المعدات اللازمة له، تأمين العمال المناسبين، المواد الأولية للمشروع وغيرها، ويتم الحصول على بياناتها بعد دراسة السوق.
ثالثا : الدراسة المالية:
وتعتبر من الدراسات التي على أساسها يتم اتخاذ القرار تجاه تنفيذ المشروع، تبحث هذ الدراسة في نسبة الأرباح، و المصادر التمويلية، سعر المبيع للمنتج، عدد العملاء المتوقعين في السوق، إضافة لدراسة تكاليف المنتج المراد استثماره، و بعد هذه الدراسة توضح صورة الأموال المكتسبة من المشروع و المصروفة عليه، و تحديد رأس المال اللازم للقيام به.
رابعا : الدراسة القانونية :
وتشمل دراسة جميع الأمور و الشؤون و المسائل القانونية التي يطلبها المشروع، ودراسة العلاقات القانونية و التشريعات التي تؤثر على المشروع من عقود وتوريدات و غيرها.
خامسا : الدراسة البيئية :
تبحث هذه الدراسة الأثار المباشرة الغير مباشرة التي تسببها بيئة المشروع من النواحي السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الإدارية التي تتعلق بحسب الدولة التي يتم فيها تنفيذ المشروع.
سادسا : الدراسة الإدارية :
و هي تعني بالخبرات في إدارة الموارد و إطلاقها، وإدارة كافة النشاطات التي تتعلق بالمشروع و نجاحه، و تدرس أيضا مهارة الموظفين و خبراتهم.
سابعا : الدراسة الاجتماعية :
الدراسة الاجتماعية مسؤولة عن مدى تقبل الناس للمنتج، و بالأخص اذا كان المنتج جديد، فتوضح و تحلل هذه الدراسة مدى تأثر الاجتماعي بالمنتج.
♦ وتشمل الدراسات المكونة لجدوى الاقتصادية الدراسة الثقافية و التمويلية و تحليل الحساسية للمشروع و طرق تسديد القروض و الدراسة التفصيلية و الدراسة الأولية.
خلاصة القول :
تكمن أهمية الجدوى الاقتصادية بما لديها من مواصفات تدفع المستثمر إلى القرار المناسب و الاجراءات المناسبة لتنفيذ مشروعه من خلال دراسة كل المخاطر و الخسائر و على جميع الأصعدة، فكما رأينا في هذه المقالة من مواصفات دقيقة و مدروسة و دراسات شاملة وعميقة تقوم بها الجدوى الاقتصادية قبل القيام بأي فكرة استثمارية.
للمزيد من المقالات :
