خطوات إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية
جدول المحتويات
ان إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع ،ما هي إلا إجابة عن الأسئلة التي يجب أن نسأل بها أنفسنا قبل البدء بالمشروع، كوصف سوق العمل و ما هي إمكانيات التعامل مع المنتج أو الخدمة المراد اطلاقها، و تحديد تكاليف الإنتاج وما هو الرأس المال اللازم للقيام بالمشروع، ما هي المخاطر و احتمالية الخسائر، والأدوات اللازمة لإنشاء المشروع و غيرها الكثير من الأسئلة، لتأتي هنا دراسة الجدوى الاقتصادية فتقوم بتنظيم هذه الأسئلة و الإجابة عنها بشكل شامل و مفصل و دقيق، ففي هذه المقالة سنتعرف على مراحل دراسة الجدوى الاقتصادية.
الخطوات لإعداد دراسة الجدوى الاقتصادية :
تتمثل دراسة الجدوى الاقتصادية بعدة خطوات متتالية و متعلقة بعضها البعض والتي تسعى جميعها في تحقيق صورة كاملة للفكرة الاستثمارية أمام صاحب المشروع ليتخذ قراره المناسب والتي هي :
أولا : دراسة الجدوى التسويقية:
♦ وهي أول خطوة من خطوات دراسة الجدوى، و التي تبحث في فهم و دراسة سوق العمل وحاجة هذا السوق للمنتج أو الخدمة، إضافة لتحديد الفئة المستهدفة لجذب العملاء الأكثر احتمالا لشراء المنتج، فهل المنتج يستهدف الرجال أو النساء أم الاثنين مع بعضهم، الشباب أم كبار السن، وهكذا.
♦ و في نهاية لابد من هذه الدراسة لأنها تستطيع تقدير إقبال الناس على منتجك و تحديد حجم المبيعات، وهل حقا السوق بحاجة لهذا المنتج ومدى هذه الحاجة، فكلما كانت المعلومات التي تم جمعها أكثر كلما توصلنا لنتائج أكثر دقة.
ثانيا : دراسة الجدوى الفنية :
♦ الدراسة الفنية تعد أهم أركان الجدوى الاقتصادية، وتعتبر نتائج الدراسة التسويقية مدخلات لها، تحدد الدراسة الفنية الجوانب الفنية للمشروع و كلفتها المالية مثل موقع المشروع وحجمه، الآت و المعدات، المواد الخام لتصنيع المنتج، و حاجة المشروع إلى عمالة وغيرها.
♦ تعتبر الدراسة الفنية مدخلات لباقي دراسات الجدوى وهنا تكمن أهميتها، وبعد الدراسة الفنية وتقدير كلفتها تتحدد صلاحية القيام بالمشروع فنيا أو عدم صلاحيته.
ثالثا : دراسة الجدوى المالية :
♦ تعتمد الدراسة المالية لجدوى على نتائج الدراسة التسويقية من تحديد حجم الطلب في السوق و نسبة البيع و سعره والعملاء، وتعتمد على نتائج الدراسة الفنية من خلال معرفة تكلفة الانتاج وكلفة لوازمه الفنية، حيث تقوم الدراسة المالية بتحليل هذه النتائج و بالتالي التوصل إلى حجم الاستثمار ورأس المال المطلوب للقيام بالمشروع.
♦ وتنقسم الدراسة المالية إلى قسمين، دراسة تبحث في تكاليف إنشاء المشروع وعملية الاستثمار على مدى سنة، ودراسة تبحث في التكاليف القصيرة المدى كالأجور و الفواتير وغيرها.
رابعا : دراسة الجدوى القانونية :
♦ وتبحث هذه الدراسة في كل المسائل والتشريعات و المتطلبات القانونية التي تتعلق بالمشروع، فلكل مشروع قوانين تنظمه وتتعلق بطبيعته ( كالقانون التجاري، المدني، الضرائب، وغيرها).
♦ وتحدد هذه الجدوى التشريعات التي تؤثر على المشروع مثل العقود و الإشهار وغيرها، وكافة الإجراءات و اللوازم القانونية من أوراق و مستندات التي تتعلق بتشغيل المشروع، و تحدد أيضا الهدف القانوني للمشروع ماله من حقوق وما عليه من واجبات يطلبها نظام الرقابة على المشروع.
خامسا : دراسة الجدوى البيئية :
♦ من الضروري دراسة الأثر البيئي للمشروع الاستثماري من أضرار و منافع،
تدرس الجدوى البيئية في عمق مخلفات المشروع و تأثيرها على البيئة والكائنات الحية من نباتات و حيوانات ومناخ إضافة للمشاكل و الآثار الناتجة عنها، وتأثيرها على الإنسان فبعض المشاريع لها مخلفات ضارة مثل الأبخرة و النفايات.
وتدرس هذه الجدوى كافة الإجراءات و الطرق لتخلص منها، و تساعد أيضا في اختيار موقع مناسب.
♦ وتكمن أهمية هذه الجدوى في المحاولة الدائمة بتحقيق السلامة البيئية للمشروع قدر الإمكان وذلك تحت عنوان " ليس هناك مشروع أهم من البيئة"، حيث تم استبعاد الكثير من المواقع و اختيار غيرها لما تسببه هذه المشاريع من أضرار.
سادسا : دراسة الجدوى الإدارية و التنظيمية :
♦ تبحث الدراسة التنظيمية والإدارية في الأهداف المرجوة من المشروع و في كافة المعلومات التي تخص المنتج، وفي إدارة الموارد البشرية وحجمها، وفي كافة العمليات اللازمة للعمل من تسويق وإنتاج و توزيع وغيرها.
♦ تتعلق هذه الجدوى بشكل أساسي بخبرة و مهارة المستثمرين في التنظيم والإدارة، وتكمن أهميتها في تحقيق التعاون و التنسيق بين كافة الجهود المبذولة التي تعكس على المشروع بزيادة قدرة التركيز على العمل وعدم الفوضى والبلبلة وذلك مثلا من خلال الالتزام بجدول العمل الزمني وإدراك الموظفين لمهامهم وغيرها من إجراءات تنظيمية.
سابعا : دراسة الجدوى الاجتماعية :
♦ تبحث هذه الجدوى في دراسة أثر المشروع على المجتمع ومدى تقبل الناس له، وتبحث في تأمين فرص العمل التي يطلبها المشروع ومساهمته في تخفيض البطالة، وزيادة دخل الفئات الاجتماعية ذات الدخل الضعيف، وتبحث في الطبقة الاجتماعية التي ستشتري المنتج.
♦ و تسعى هذه الجدوى لوضع مواصفات للمنتج بحيث تلائم فعلا الطبقة الاجتماعية المستهدفة.
وتكمن أهميتها في تحقيق العدالة عند تقدير ووضع الدخل المالي بين طبقات المجتمع.
ثامنا : دراسة تحليل حساسية الأسعار :
♦ المقصود بتحليل حساسية الأسعار هو التغيرات التي تطرأ على الانتاج من انخفاضه، انخفاض سعره، زيادة التكاليف، عدم الحصول على المواد الأولية للمنتج بالوقت المناسب، مشاكل في التسويق و مع العاملين و غيرها ما يؤثر على المشروع، لذلك تسعى دراسة تحليل حساسية الأسعار بوضع المشروع أمام كل هذه العقبات وكيفية اتخاذ الإجراءات اللازمة لها وذلك قبل تنفيذ المشروع.
♦ تكمن أهمية هذه الدراسة في توضيح كل نقاط الضعف في المشروع و البحث فيها وكيفية وضع الحلول المناسبة اللازمة لها، ويساعد صاحب المشروع في اتخاذ القرار المناسب والإدارة المناسبة.
تاسعا : دراسة أساليب تسديد القروض :
هناك الكثير من الطرق والأساليب لدفع القروض والتي تتم عادة على عدة سنوات، و تجنب المستثمر من خطر الوقوع في الأزمات و دفوعات المالية والتي هي :
1- طريقة المبلغ الغير مدفوع :
تكون الفائدة على القيمة القرض الأساسية و تدفع سنويا و تدفع باقي الدفعات بشكل متساوي .
2- طريقة عدم وجود فترة سماح :
تم تسديد القرض و الفائدة من خلال دفعات متساوية سنوية مع الأخذ بعين الاعتبار عدم وجود فترة سماح.
3- طريقة وجود فترة سماح :
مع وجود فترة السماح يتم تسديد أصل القرض على قيمة الفائدة، و دفع دفعات نقدية و سنوية متساوية لتسديد القرض و الفائدة المركبة.
نستنتج مما سبق :
إن نجاح المشروع لا يتطلب ذكاء خارق و فريد، و إنما دراسة فكرية منظمة، فإذا خطر في ذهنك عزيزي القارئ أي فكرة استثمارية لا تترد في دراسة الجدوى الاقتصادية لها و اتباع الخطوات التي نوهنا لها، فإن دراسة الجدوى كما رأينا تضعك كمستثمر أمام السوق بكل أدواته و تدرسه من كل النواحي و تحدد جميع نقاط القوة و الضعف، و بالتالي تعطي المستثمر ثقة كبيرة عند البدء بمشروعه و تنفيذه بعد القيام بدراسة جدوى اقتصادية جيدة المواصفات و النتائج.
للمزيد من القالات :
مواصفات دراسة الجدوى الاقتصادية
