تسويق الخدمات الجامعية
جدول المحتويات
تلعب المراكز العلمية و الجامعات دور هام في تلبية رغبات و متطلبات عملائها و تسعى لتقديم الأفضل من الخدمات لتحقيق أداء متميز يحاكي مبادئ و أسس الجودة العالمية و يساعدها على الدخول في السوق التنافسي مع نظيراتها من الجامعات ، وكان الهدف من هذا السعي دائما هو مواكبة و ملاحقة المتغيرات التي تحدق في عالمنا و بالتالي تسخير الجهود لتلبية و تحقيق طموحات العميل و تحصيل عملاء أكثر و توسيع دائرة تطلعاتها.
من هذا انطلقت الجامعات للتسويق لنفسها و خدماتها إلا أن العديد من المعوقات وقفت في وجهها و دفعتها للبحث عن مراكز و أدوات تسويقية لتقوم بعملية تسويق الخدمات الجامعية ، و من هذه المعوقات مثلا ضعف الميزانية مقارنة باتساع دائرة الخدمات و كثرة الطلب عليها، ومن ناحية أخرى تزايد متطلبات و رغبات العميل و توقعاته و رقي درجة المنافسة بين الجامعات و المراكز الأخرى العاملة في مجال تقديم الخدمات الجامعية .
فمصطلح تسويق الخدمات الجامعية عائد لكل هذه الظروف المذكورة و التي تطلبت تحسينا و تخطيها بما يتوافق مع معايير الجودة المعتمدة للخدمات الجامعية ، و الذي ينعكس على مكانة الجامعة و رضا العملاء المهتمين بالحصول على أفضل الخدمات من التعليم و البحث و الدراسة و تحصيل غاياتهم ، فتزايد عدد الجامعات جاء ردا على تزايد عدد الطلاب و ظهور جهات خاصة منافسة و في المقابل للحفاظ على مكانة الجامعات القديمة فقد سعت لتعزيز خدماتها مثل دعم المختبرات و تضمين كادر تعليمي محترف و أسماء لماعة في مجالات الدراسة و بناء مراكز علمية متطورة و مراكز تابعة مثل المستشفيات بالنسبة لدراسة الطب و المعارض الهندسية بالنسبة للهندسة بشكل عام ، وفي المقابل قدمت الجامعات الحديثة نموذج متطور للخدمات لتحقيق ميزة تنافسية كبيرة .
معوقات عملية تسويق الخدمات الجامعية
كل عملية تسويقية تحتاج لعدد من العوامل لقيامها و هذه العمليات مهما قدمت بإتقان فإنها ستواجه صعوبات و عراقيل تقف في طريقها و هذا أيضا حال تسويق الخدمات الجامعية في واقعنا العربي، و من أهم هذه المعوقات :
- مستوى الأدوات و الاستراتيجيات المتبعة في تسويق خدمات جامعية لا يزال بعيدا عن المضمون الفعلي للتسويق و يقوم على أساس بعض المراكز الخدمية .
- محدودية التسويق الجامعي أو بمعنى أصح محدودة الخدمات التي تقدمها العملية التسويقية و التي تشمل خدمات التعليم و البحث العلمي و بعض الخدمات المرتبطة بها .
- لا تعتبر الجامعات أن عملية التسويق ستعود عليها بالفائدة و بالتالي لا تقدم الدعم لهذه العملية، و من ناحية أخرى لا تعترف بالمكانة التي تحصها من عملية التنافس مع الجامعات الأخرى لجذب العملاء على أساس الخدمات المسوقة .
- عدم الاهتمام بوضع خطط استراتيجية لتطوير الخدمات الجامعية في الكليات على عمومها من تطبيقية و نظرية.
- الضريبة الكبيرة القائمة على عائدات أرباح عمليات تسويق الخدمات الجامعية و التي لا تحفز على استثمار هذا النوع من الخدمات .
- عدم وجود أو بناء قاعدة تسويقية خاصة بالخدمات الجامعية و غياب آليات و أسس التسويق الخدمي .
ولما كانت عملية تسويق الخدمات الجامعية عملية إدارة تقوم على مجموعة من الأنشطة لتحقيق رغبات العملاء محاولة التماشي مع المتطلبات المتطورة وفقا لإدارة الجودة و المعايير المتعامل بها ، فقد كانت هذه العملية تتبع و تخضع لمجموعة من القواعد التي تفرضها متطلبات الجودة و من أهمها :
1- الاهتمام بالعملاء فهم أصحاب القرار في تحديد مدى جودة الخدمات مقارنة مع أهميتها ، بالإضافة لكون العميل محور أي عملية تسويقية و هدف المسوق ، وبالتالي دراسة العملاء و تحليل رغباتهم و دراسة مدى القدرات على تحقيقها سواء كانوا عملاء قديمين و بالتالي الحفاظ عليهم و تطوير الخدمات وفقا لبياناتهم و اقتراحاتهم ، أو كانوا عملاء جديد و يجب جذبهم بقوة لتوسيع دائرة العملية التسويقية و كسب سيط أكبر ، أو كانوا عملاء محتملين يبحثون عن المراكز و الجامعات التي تقدم الخدمات الأفضل لاختيارها ، وهذه الفئة الأهم و يجب جمع القوى كافة للبحث عنهم و تقديم العروض و المساعدة لكسبهم .
2- الاستمرار في التطوير و الذي يعتبر أساس للجودة المستدامة من خلال كسب ثقة المتعاملين مع هذه المادة الخدمية المسوقة و عم التقاعس عن خدمة العملاء و مواكبة رغباتهم المتطورة ، و تحسين أداء عملية تسويق الخدمات الجامعية يزيد من شهرة و ثقة العميل و يضمن له تعامل مريح .
3- الإدارة الناجحة، تعتبر الإدارة و مجموعة القرارات والاهتمامات الإدارية مركز الجودة و التي تهدف لتحسين القطاع الخدمي في الجامعة و ما ينعكس بالتالي على صورة الجامعة و مكانتها بين الجامعات و المراكز العلمية و المؤسسات البحثية ، و للإدارة دور في صناعة قرارات من شأنها تسهيل تسويق الخدمات الجامعية و تطويرها و تلقي المقترحات من المتعاملين و دراستها و تحليل واقع الجامعة و الاحتياجات و العمل على تغطية الجوانب الضعيفة و إضافة خدمات جديدة مثل دعم الجانب الاستشاري و الهيئات الإدارية و العلاقات .
4- تبني المفاهيم و صناعة القرار، من وظائف العمليات المعتمدة على معايير إدارة الجودة دراسة مفاهيم العملية وفق الحقائق و التطلعات و اتخاذ قرارات مناسبة ، و هذا لا يتحقق إلا من خلال دراسة المادة و جمع المعلومات حولها و البحث عن حلول و مقترحات ، و هذه الأمور تعتبر أساسية في موضوعنا عن تسويق الخدمات الجامعية من خلال دراسة الخدمات و تحليل العملاء و حاجياتهم ووضع الخطط التسويقية الملائمة اعتمادا عليها .
أهمية تسويق الخدمات الجامعية
تكمن أهمية تسويق الخدمات الجامعية في كونها وسيلة هامة لزيادة تمويل القطاعات التسويقية المسؤولة عن الخدمات و التعريف بمكانة الجامعة و المنتسبين و الأولويات لديها ، كذلك تأتي الأهمية بالتعريف بالعلاقة بين الخدمات الجامعية و المتمثلة بالتعليم و البحث و النشاطات و كيفية دعمها من خلال عمليات التبادل الثقافي و البعثات الخارجية و مراكز تشجيع المتميزين وغيرها ، كما تأتي أهمية تسويق الخدمات الجامعية بمعناها الجوهري كمادة تسويقية غير ملموسة مختلفة عن التسويق المعروف، فالخدمات الجامعية قائمة على التفاعل و متابعة المتغيرات و دراسة وجهات النظر ، وتسويقها بشكل دائم دون توقع وقت تلقي المقابل من هذه العملية .
و من أهميات تسويق الخدمات الجامعية أيضا :
- دراسة المعوقات و وضع خطط اعتمادا على هذه الدراسة تساعد الجامعة في تحقيق غاياتها و أهدافها .
- توقع المتطلبات بناء على دراسة عقلية العملاء و وضع خدامات جديدة .
- دعم الفكر الجامعي و تطوير أداءه من خلال خلق مساحة ترابطية بين المجتمع و الجامعة .
- كسب الأرباح و سد العجز في ميزانية الجامعة من خلال تسويق الخدمات الجامعية .
نتمنى أن نكون قد وفقنا في تقديم هذا المقال عن تسويق الخدمات الجامعية .
للمزيد من المقالات :