التجارة التقليدية والتجارة الإلكترونية

جدول المحتويات

مقدمة :

ستمضي هذه الأيام الذي تتم فيها الأنشطة التجارية كتبادل السلع والخدمات مقابل المال في بيئة تقليدية، حيث يذهب العميل إلى السوق ويتفحص مجموعة متنوعة من المنتجات ليختار الأشياء المطلوبة ويشتريها ويدفع المبلغ المحدد، وهذا ما يسمى بالتجارة التقليدية. في الوقت الحاضر ومع الابتكارات التكنولوجية الجديدة، ظهرت طرق حديثة لبيع السلع والخدمات، مثل التجارة الإلكترونية، حيث يشتري الناس المنتجات ويبيعونها عبر الإنترنت.

حتى مع ظهور التجارة الإلكترونية، ما زال بعض الناس يفضلون التجارة التقليدية لأنهم يعتقدون أن التجارة الإلكترونية ليست آمنة. لذلك يمكن الاعتماد على كلتا الطريقتين في الوقت الحاضر.

تركّز هذه المقالة على مناقشة الاختلافات بين التجارة التقليدية والتجارة الإلكترونية. لكن قبل ذلك، نحتاج إلى فهم مفهوم كل من التجارة التقليدية والتجارة الإلكترونية.

تعريف التجارة التقليدية :

التجارة التقليدية هي جزء من أنشطة الأعمال، والتي تشمل جميع الأنشطة التي تسهّل عمليات التبادل. يشير مصطلح التجارة إلى شراء وبيع السلع والخدمات نقداً أو عينياً، ويعني ضمنياً جميع الأنشطة اللازمة مثل الأعمال المصرفية والتأمين والنقل والإعلان والتعبئة وما إلى ذلك، والتي تساعد في إكمال عملية التبادل بين الأطراف بنجاح.

تشمل التجارة كل تلك الأنشطة التي تبسّط تبادل السلع والخدمات، من الشركة المصنعة إلى المستهلك النهائي. عندما يتم إنتاج البضاعة، فإنها لا تصل إلى العميل مباشرة، بل يجب أن تمر من أنشطة تجارية مختلفة. تتمثل المهمة الرئيسية للتجارة في تلبية رغبات المستهلكين من خلال إتاحة السلع لهم في الوقت والمكان المناسبين.

تعريف التجارة الإلكترونية :

تشير التجارة الإلكترونية إلى تبادل السلع والخدمات أو الأموال أو المعلومات بين الشركات والمستهلكين عبر شبكة الأنترنت. التجارة الإلكترونية تعني التداول وتقديم المساعدة لأنشطة التداول، من خلال استخدام الوسيط الإلكتروني، أي أن جميع الأنشطة مثل الشراء والبيع والطلب والدفع تتم عبر الإنترنت.

الفرق بين التجارة التقليدية والتجارة الإلكترونية:

الفعالية من حيث التكلفة: تعتبر التجارة الإلكترونية فعّالة للغاية من حيث التكلفة مقارنة بالتجارة التقليدية. في التجارة التقليدية، يجب احتساب تكلفة دور الوسطاء عند بيع المنتج. لا يوجد تكلفة للوسطاء في التجارة الإلكترونية حيث يوجد ارتباط مباشر بين الشركة والعميل. التكلفة الإجمالية المطلوبة لتشغيل الأعمال الإلكترونية أقل نسبياً، مقارنة بالأعمال التقليدية.

على سبيل المثال، في إدارة الأعمال الإلكترونية، لا يلزم سوى مكتب رئيسي. بينما في الطريقة التقليدية، يلزم وجود مكتب رئيسي له عدة فروع لتلبية احتياجات العملاء الموجودين في أماكن مختلفة. يمكن استبدال التكلفة المتكبدة على العمالة والصيانة وإيجار المكتب في التجارة التقليدية من خلال استضافة موقع ويب في التجارة الإلكترونية.

توفير الوقت: يستغرق الأمر الكثير من الوقت لإكمال معاملة في التجارة التقليدية. توفر التجارة الإلكترونية الكثير من الوقت الثمين لكل من المستهلكين والشركات. يمكن طلب منتج وإتمام المعاملة في دقائق قليلة عبر الإنترنت.
الراحة: توفر التجارة الإلكترونية الراحة لكل من العملاء والأعمال. يمكن للعملاء تصفّح مجموعة كاملة من الكتالوجات، ومقارنة الأسعار بين المنتجات واختيار المنتج المطلوب في أي وقت وفي أي مكان في العالم دون الحاجة إلى الابتعاد عن المنزل أو مكان العمل.

توفر التجارة الإلكترونية اتصالاً أفضل لعملائها حيث يمكن الوصول إلى موقع المؤسسة الإلكتروني من أي مكان وفي أي وقت عبر الإنترنت. ليس من الضروري الابتعاد عن مكان العمل أو المنزل لتحديد المنتج المطلوب وشرائه.

الوصول الجغرافي: في التجارة التقليدية، قد يكون من السهل توسيع حجم السوق من المستوى الإقليمي إلى المستوى الوطني، ولكن يتعين على منظمات الأعمال تحمل الكثير من النفقات على الاستثمار لدخول السوق الدولية. في التجارة الإلكترونية، من السهل توسيع حجم السوق من المستوى الإقليمي إلى المستوى الدولي.

يمكن للأعمال التجارية الإلكترونية اختراق السوق العالمية من خلال استضافة موقع ويب، ووضع الإعلانات على الإنترنت مع الالتزام بالمعايير القانونية المطلوبة، وسيكون من السهل جداً جذب العملاء من الأسواق العالمية بتكلفة قليلة.

تقديم منتجات جديدة: في التجارة التقليدية، يستغرق الأمر الكثير من الوقت والمال لتقديم منتج جديد وتحليل استجابة العملاء. أولاً هناك تكلفة لإجراء مسوحات تجريبية لفهم ذوق العملاء.

في التجارة الإلكترونية، من السهل تقديم منتج على الموقع الإلكتروني والحصول على ردود فعل فورية من العملاء، وبناءً على الاستجابة، يمكن إعادة تعريف المنتجات وتعديلها لإطلاق المنتج بشكل ناجح.

الأرباح: تساعد التجارة الإلكترونية على زيادة مبيعات المنظمة. يمكن للمنظمة على تحقيق أرباح أكبر من خلال زيادة المبيعات وخفض التكلفة وتبسيط عمليات التشغيل.

التكلفة المتكبدة على الوسطاء والنفقات العامة والمخزون والمبيعات المحدودة تؤدي إلى انخفاض ربح المنظمة في التجارة التقليدية.

التحقق المادي: لا تسمح التجارة الإلكترونية بالفحص المادي للبضائع، عند شراء السلع في التجارة الإلكترونية، يتعين على العملاء الاعتماد على الصور الإلكترونية. بينما في التجارة التقليدية، من الممكن فحص البضائع فعلياً قبل الشراء.
الوقت: العمل مفتوح فقط لفترة محدودة في التجارة التقليدية. بينما تتوفر الخدمة على مدار الساعة (24 × 7) في التجارة الإلكترونية.
ملاءمة المنتج: التجارة الإلكترونية ليست مناسبة للسلع القابلة للتلف والأشياء ذات القيمة العالية مثل المجوهرات والتحف، إنها مناسبة لشراء التذاكر والكتب والموسيقى والبرامج. التجارة التقليدية مناسبة للمواد سريعة التلف والأشياء ذات الملمس والمظهر. قد يكون شراء البرامج والموسيقى في التجارة التقليدية باهظ الثمن.
الموارد البشرية: للعمل في بيئة إلكترونية، تتطلب المنظمة موظفين مؤهلين تقنياً لديهم القدرة على تحديث أنفسهم في عالم دائم التغير، لذلك تواجه الأعمال الإلكترونية صعوبة في توظيف الموهوبين والاحتفاظ بهم.

التجارة التقليدية ليس لديها مثل هذه المشاكل المرتبطة بالموارد البشرية في البيئة غير الإلكترونية.

التفاعل مع العملاء: في التجارة التقليدية، يكون التفاعل بين الشركة والمستهلك "وجهاً لوجه". في التجارة الإلكترونية، يكون التفاعل بين الشركة والمستهلك "شاشة لوجه".

نظراً لعدم وجود لمسة شخصية في التجارة الإلكترونية، تحتاج الشركات إلى إقامة علاقة حميمة مع العملاء لكسب ولائهم.

الإجراءات: هناك معالجة آلية للمعاملات التجارية في التجارة الإلكترونية، مما يساعد على تقليل الأخطاء الكتابية.

معالجة المعاملات التجارية تتم بشكل يدوي في التجارة التقليدية، مما يزيد فرص حدوث أخطاء كتابية نتيجة التدخل البشري.

العلاقات التجارية: علاقات العمل في التجارة التقليدية هي علاقات عمودية أو خطية. بينما في التجارة الإلكترونية تكون علاقات طرف إلى طرف.
الاحتيال: تحدث الكثير من عمليات الاحتيال عبر الإنترنت في معاملات التجارة الإلكترونية. يخشى الناس عموماً من وضع معلومات بطاقة الائتمان على الإنترنت، ويؤدي الافتقار إلى الوجود المادي في الأسواق والقضايا القانونية غير الواضحة إلى ثغرات لحدوث عمليات الاحتيال في المعاملات التجارية الإلكترونية.

الاحتيال في التجارة التقليدية أقل نسبياً بسبب وجود تفاعل شخصي بين المشتري والبائع.

خاتمة :

التجارة الإلكترونية هي الشكل الشائع للأعمال التي يتم تنفيذها في الوقت الحاضر من قبل معظم التجار أو البائعين التجاريين للبيع بالتجزئة والجملة. لا تزال التجارة التقليدية تحظى بشعبية كبيرة في الأماكن البعيدة عن المناطق الحضرية، وعندما يكون جزء من المجتمع لا يملكون الأدوات الرقمية أو غير متعلمين.

وصلت التجارة الإلكترونية إلى معظم الجمهور المستهدف الآن حيث يمكن أن تتوفر الأجهزة الرقمية بأقل الأسعار والكثير من البائعين المنافسين. سيصبح التعامل الإلكتروني أسهل ويوماً بعد يوم سيزداد الاتصال بالعالم الرقمي بسبب الجهود المبذولة في مجال صناعة التجارة الإلكترونية. لا يزال كلا نموذجي التجارة الإلكترونية والتجارة التقليدية شائعين بناءً على التوافر والمتطلبات وطبيعة العملاء.

المراجع :